يا إفريقيا أمى الممزقة إلى أشلاء
لا لن آتيك للمحاسبة
لكونى من أبنائك المبذورة فى تراب الكاريبى
إنما آتيك لطلب عفوك
فأنت لم تفارقى ذاكرتى
على مر العهود والعهود.
سأعود أركع على ركبتى المتوجتين بالدماء
على الأرض وبين الصخور الغائرة فى جسدك.

فى هذه الأوطان ذات المآسى المحرقة
أبحث عن مرهم جديد
أمررها على جروحى المتعفنة
التى تقطر قلبك آلاما مبكية
أعود إلى حيث دفنت الأحبال السرية
لجماعات العبيد الراحلة
فأرضع المبادئ التى رددناها
وأطلب من موات الأشجار فى الغابات
أن تحكى ذكريات التاريخ
تاريخ المؤامرات فى صالونات الأرياش
أسحب أقدامى كالعربيد على الطرقات
وعلى الشطآن فى الساحل الأم
فأرتوى من الحليب...
ثق أننى سأعود
لأكتب أسماء بلدان جديدة
بأنامل مغروسة فى أحبار الألم والعذاب
المتساقطة على الرمال الدافئة
المتسارعة إلى أبواب جزيرة " غورى"
أقف على ركبتى بين الصمت الرمادى للبحر الأزرق
الحبلى بتسليمات البلاد البعيدة
سأذكر لكم الأسماء كلها
أنتم سلالم الصعود المخرومة
وفى بواطن السفن الباردة
حين تتساقط الدمعات
فى طيات قلبى
أبقى صامدا وإصبعى فى فمى
أتذكر عذابات قاسيتموها
لفتح عيوننا
تحت ظلال شموس حزينة.

ماكس ريبون / ترجمة آدم تننتاو

شرود

ماذا إقترفتم من ذنب جديد؟
إخوتى على أرض إفريقيا
ماهى الجرائم الجديدة المكتومة
الداعية إلى التوبة
حتى تستحقوا خيبات أمل متواترة.
وتتعلقون بحماس على أبراج المراقبة
ذات الأسلاك الشائكة
على أعتاب مرايا مزيفة الأشكال للعالم القديم
ماذا إقترفتم من ذنب جديد؟
حتى يقوم أشخاص آخرون
من الأشرارمقابل الساحل
بالمتاجرة بطيشاتكم.
ماذا لم تفعلوه
فكم من آلام طقوسية
تتنافى مع قوانينكم.
فكم من طاعة مهينة رفضتموها
لإنها تثير غضب آلهتكم
وتترك لكم كمتاع وحيد
جروحا على الأفواه
ودموعا لتغذى نظراتكم التائهة
كم من طاعة مؤجلة
بفضل خدعاتكم المبتدعة
لتبرروا
أن رجالا جشعين ومتوحشين
منذ تقسيم أراضيكم تحت أقدامكم
يصونون آمالكم المحبطة بصمت
 تحت القيظ المتوهج فى الصحارى المنسية

إننى أتألم كأخ مقهور أمام أوجاع خطاكم
وأدعو أسراب الصمت البالى إلى اللقاء بكم

إننى أتألم كأخ مقهور أمام تراتيل إهاناتكم
إننى أتألم كأخ مقهور أمام كل طرف من أبدانكم المشقوقة
إننى أتألم كأخ متمرد حين آكل حتى أشبع
من الرزق الذى ينقصكم
ليلا ونهارا
إننى أقاسى المرارة والأسى
للإنصياع فقط للآلام
إننى أقاسى المرارة والعذاب
فى أن أضطر إلى تكسير بندقيتى
على الجدران المرفوعة دائما
لمعارك جائرة
إننى أدعو الأفواه بلا صوت
لتحرير المنسيات المتواطئة

إننى أتهم الأمواج الجريحة بفقدان الذاكرة
عند السفانا الجافة ...
إننى أتهم المراقب الأعور
تلك شجرة الباوباب المهيمنة على الرياح
وإننى أعارض التقسيم الجائر للعالم
إلى ثالث ورابع ...
إننى أتهم السماء والأرض
والماء والنار والريح الزائل
حين تتجرأ أسئلتنا لرفع أصبعها...